حزب اعداء الحجاب

لم تمحى بعد من الأذهان سقطة وزير الثقافة المصري بشأن اعتبار الحجاب "خطوة للوراء" حتى يعود شخصية عامة اخرى هو السيد نجيب ساويرس عملاق الاتصالات في الشرق الأوسط بتصريحات غريبة المضمون عبر فيها عن قلقه من انتشار الحجاب على نطاق واسع في مصر!!

وبرغم ما اعتقده شخصيا من حرية كل انسان في التعبير عما يراه من وجهة نظره، لكن الحقيقة ان تصريحات السيد ساويرس لم تتوقف عند مجرد ابداء الملاحظة او الرأي بل تعدت ذلك إلى التخطيط لرد فعل "قوي" تجاه انتشار الحجاب بشكل لافت .. فقد وعد السيد ساويرس باطلاق قناتين فضائيتين جديدتين للحد من انتشار ما اسماه "النزعة الدينية" لدى الشعب المصري!!

تصريحات ساويرس جاءت خلال مأدبة عشاء للصحفيين في وقت متأخر من مساء أمس الأول الاثنين ونشرت وقائعها وكالة رويترز للأنباء .. وكان أكثر ما قاله ساويرس اثارة ..

"وقال ساويرس الذي كان يتحدث خلال مأدبة للصحفيين في وقت متأخر يوم الاثنين انه قلق من زيادة عدد المحجبات"

"وقال ساويرس "انا لست ضد الحجاب لانني سأكون عندئذ ضد الحرية الشخصية. ولكن عندما اسير في الشارع اشعر كما لو كنت في ايران..اشعر كما لو كنت غريبا."

للأطلاع على نص الخبر في رويترز

والحقيقة انني لا اجد مبررا لخوض ساويرس غمار مثل هذه المسائل، كما انني لا افهم سر عداءه للمحجبات او للإلتزام الديني بوجه عام، ولماذا يرى ذلك خطرا وليس مؤشرا ايجابيا .. بل وعلى أي أساس يتحدث ساويرس في أمور إسلامية بحتة بهذا الشكل وهو ليس مسلما؟

اعتقد ان ساويرس يؤدي دور مثير للشبهات على الرغم من أنه لم يخفي معارضته لمن أسماهم "المتشددين المسلمين والمسيحيين" لكنه لم يضع تعريفا لهذة الصفة.. وهل كل من ترتدي الحجاب تعتبر متشددة من وجهة نظره؟ .. وكيف يحدد ذلك مع جهله بأوامر الدين الإسلامي من الأصل؟!

وهل ما تقدمه قناة (أو تي في) المملوكة له هو الحرية التي يبشر بها، فمن المعروف أن القناة تقدم افلام عربية واجنبية لم تتعرض لمقص الرقيب، وكانت هذه القناة قد اثارت احتجاجات محدودة من قبل نواب اسلاميين في مجلس الشعب هذا العام حينما عرضت أحد الأفلام الأمريكية المثيرة دون حذف أي لقطات!!

من حقك يا سيد ساويرس ان تنشئ مليون قناة فضائية و ان تذيع من خلالها ما تشاء متمتعا بانعدام الرقابة على هذه القنوات، لكن ليس من حقك ابدا ان تشن هجوما على معتقدات الآخرين وتعادي ما يلتزمون به لمجرد أنك قلق منه..
شارك برائيك