لا يصدق العقل أبدا حدوث مثل هذه الجريمة البشعة، في مجتمع ريفي بسيط لكنها حدثت،
ومرتكبتها سيدة تجردت من كل معاني الرحمة ومشاعر الأمومة فلم ترحم براءة طفلة صغيرة ولم يؤثر فيها بكاؤها وصراخها المستمر فارتكبت جريمة بشعة في حق الطفولة فما اقترفته القاتلة يعتبر أفظع وأبشع صور الإجرام فقد قتلت طفلة عمرها ثلاث سنوات تعتبر رمزا للبراءة والطهر والنقاء، قتلت زهرة جميلة
* إعداد: مصطفى عبد الفتاح القاهرة
لا يصدق العقل أبدا حدوث مثل هذه الجريمة البشعة، في مجتمع ريفي بسيط لكنها حدثت، ومرتكبتها سيدة تجردت من كل معاني الرحمة ومشاعر الأمومة فلم ترحم براءة طفلة صغيرة ولم يؤثر فيها بكاؤها وصراخها المستمر فارتكبت جريمة بشعة في حق الطفولة فما اقترفته القاتلة يعتبر أفظع وأبشع صور الإجرام فقد قتلت طفلة عمرها ثلاث سنوات تعتبر رمزا للبراءة والطهر والنقاء، قتلت زهرة جميلة واغتالت ابتسامة أسرة ومزقت قلب والديها حزنا على فلذة كبديهما.. فلا يوجد شخص واحد لديه القدرة ليدافع عن هذه المجرمة أو يلتمس لها عذرا.
المجرمة الغريبة
جميع أهالي القرية الكائنة بإحدى محافظات الوجه البحري في مصر استنكروا الجريمة واعتبروها وصمة عار على جبين قريتهم لأن يكون من بينهم مثل هذه المجرمة ولكن عذرهم الوحيد إنها ليست من أبناء القرية وإنما وفدت إليها بعد أن تزوجها أحد أبنائها.. حيث تزوجت المجرمة وردة منذ ثلاث سنوات تقريبا بعد لقائها بزوجها مرسي في حفل زفاف أحد أقاربها وكان هو ضمن المدعوين.. وعلى الفور تقدم مرسي طالبا وردة للزواج ولم تمانع هي أو أسرتها.. وتم الزواج وانتقلت لتقيم معه في منزله بقريته، ولاحظت وردة منذ اليوم الأول أن جاراتها لم يرحبن بقدومها ولم تتقدم واحدة منهن لتبارك زواجها كما هي العادة في القرى.. وعندما بدأت تتساءل عن سبب هذه المعاملة فليس من شيم أهالي القرى أن يفرضوا العزلة على الوافد الجديد إليهم عرفت أن زوجها كان قد تقدم لخطبة شقيقة جارتها سعدية وقبل إتمام الزواج بفترة قصيرة تم فسخ الخطبة دون مبرر واضح وبعدها تزوج من وردة فاعتقدوا أنها السبب الخفي وراء فسخ الخطبة فأخذن منها موقف المقاطعة وبدأن يتغامزن ويتهامسن عليها بعبارات تسيء إليها بأنها «خطافة الرجال» وإذاشاهدتها إحداهن تتحدث مع زوجها تسقط عليها وابلاً من الشتائم.
بذرة الشر
ظل الحال هكذا بين وردة وجارتها سعدية واشتدت حدته يوما بعد يوم خاصة وان شقيقة سعدية لم تتزوج بعد.. وفي كل مرة كان كره وبغض وردة لسعدية يزداد وتتمنى أن تشفي غليلها يوما منها.. وكان الموقف بينهما على أشده حتى إن سعدية كانت ترفض أن تلعب ابنتها ياسمين مع ابنة وردة وان رأتها يوما تنهرها وتضربها وتحذرها بصوت عال من اللعب مع ابنة وردة وكانت تشبهها بأنها وحش سوف يأكلها يوما اغتيال البراءة.. لكن قلوب الأطفال لا تعرف الكره أو الحقد الذي يعرفه الكبار ولا تختزنه لأحد، ففي أحد الأيام خرجت ياسمين تلعب أمام منزلها كعادتها في الصباح وساقها القدر إلى داخل منزل وردة وفوجئت بها وردة أمامها وتوقعت يوما مشحونا بالشجار مع سعدية.. ووسوس لها الشيطان بأن الفرصة سانحة لتنتقم من سعدية وتحرق قلبها على أعز ما تملك.. ووجدت تفكيرها يتجه نحو التخلص من الطفلة فأدخلتها إحدى الغرف وهوت على رأسها بقطعة من الخشب.. صرخت الطفلة وخشيت وردة من أن يسمع أحد صوتها ويفتضح أمرها فكتمت أنفاسها وأحضرت شفرة حلاقة وذبحتها كأنها تذبح طائرا.. ولم يؤثر هذا المنظر في مشاعرها كإنسانة أو تتذكر طفلتها لكن شعورها بالانتقام كان هو المسيطر عليها وخوفا من أن تتناثر قطرات دماء الطفلة البريئة أحضرت المجرمة وعاء من البلاستك ووضعت فيه الجثة وبعد ذلك وضعتها في جوال وحملته داخل الوعاء ثم ذهبت به إلى خارج القرية وألقته بجانب الطريق وحتى تبعد الشبهة عنها سرقت قرط الطفلة الذهبي وأخفته دموع الغدر عادت إلى منزلها فوجدت سعدية تبحث عن ابنتها كالمجنونة فتظاهرت بالتعاطف معها وأخذت تبحث معها.. وتجمع أهالي القرية على صراخ سعدية لعل ابنتها تجيب على صراخها وقسّم أهالي القرية أنفسهم مجموعات للبحث عن ياسمين في كل مكان ولكن بحثهم كان بدون جدوى.. وشعر والدا الطفلة أن اختفاءها غير عادي فتوجه والدها لمركز الشرطة وأبلغ عن اختفاء ابنته.. وقام رجال الشرطة بالبحث عن الطفلة وعثروا على الجوال، وبداخله جثة الطفلة وكشفت التحريات عن وجود خلافات مستمرة بين وردة وسعدية وبسؤال جيران الطفلة قالت إحداهن إنها شاهدت وردة صباح يوم الحادث وهي تحمل وعاء بلاستك.. تم القبض على وردة وفي البداية أنكرت صلتها بالجريمة وبتضييق الخناق عليها وبسؤالها عن المكان الذي توجهت إليه يوم الحادث انهارت واعترفت بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام من أم الطفلة وقامت بتمثيل جريمتها فأمرت النيابة بحبسها على ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.