أنا يا حبيبتي كل مساء
عندما تعبرين مشاعري
وتخترقين كياني كإعصار
أنظر إلى برج السماء
فيبهرني ألقك بين النجوم
.......................
تقتلني لوعة انتظارك
فأرمي بألمي وحزني
في حقيبة ذكرياتي
أقلب أوراقي الممزقة
كأحلام العاشق الصادق
فأراك بين حروفي
تحتلين كل سطوري
...........................
أنتظرك وأنتظرك لكنك لم تأتي
أبحر بين سطورك تنتابني رعشة
أقل ما يقال عنها أنها كرعشة الموت
لم أصدق أن ليالينا الجميلة
ستتحول إلى بضعة أسطر في دفاتري ذكرياتي
...................................
صحيح أننا حين ولدنا ولدنا أموات
ولكن حين عشقتك أحسست بالحياة
صحيح أن الليل مخيف بظلمته
لكنك حين تخطرين تشرق الشمس ليلاً
سأغمض عيني و هدأة روحي تعلنك حبيبة
أيتها الصرخة التي خنقتها في صدري
أيتها القادمة نحوي بسرعة الضوء
تمهلي واتركيني أهرب من صمتي
............................................
يبدو بأن محطة انتظارك كانت آخر محطاتي
وقطار الذكريات قد غادرها في رحلة اللاعودة
وترك لي حقيبة ذكرياتي المؤلمة
حتى ابتسامتك الجميلة استبدلها بدموعك المؤلمة
دعيني أغتسل بدموع ألمك فهي الطهر بعينه
دعيني أكفن بأوراقك التي يفوح منها نبضك
ورشرشي نعشي بشذاك أيتها الياسمينة
التي طغى عبقها على عبق عرائش الياسمين الشامي
.......................................
الآن يا حبيبتي سأكتب عنك آخر كلماتي
سأكتب بحروف حبك للعاشقين وصيتي
سوف أخبرهم بأنك كنت حبري و ألواني
وأنك في زحمة الحياة قد كنت عنواني
أنظر معي النظرة الأخيرة نحو السماء
وابتسمي الابتسامة الأخيرة التي نبتسمها معاً
............................................
هاهي روحي تحلق في فضاءك الرحب
تستصرخك أن تحتضينها
أن تعانق جمال روحك
هاهي آخر أوراقي تتشوه بحبر أحزاني
هاهو قلمي يسقط بعد أن جفت دمائي
ها هي هدأة روحي والكلمة التي استعصت في صدري
تغادر مع الروح لتغادرني إليك حرفاً حرفاً
أنظري لقد تبعثرت حروفها في السماء
فحرف الألف قد تجاوز الحاء
وحرف الكاف قد عاد إلى الوراء
ووصل لنهاية الكلمة حرف الباء
فأصبحت كلمة أحبك أي شيء
بل كل شيء