لأول مرة
لأوَلِ مَرةٍ يا سيدتيْ أحبَبتْ
لأول مًرةٍ يا سَيدتيْ عَشِقتْ
فَمِنْ قَبلِ إحساسَكِ ما شَعرتْ
وَمِنْ قَبلِ عَينيكِ ما نَظرتْ
لولا البَحرُ المَسكونُ فيْ عَينَيكِ
ولولا النارْ التيْ بَينْ شَفتيكِ
أنا ما حُرِقتْ
ساعِدينيْ لأرجِعَ الزمانَ لِلوراء
وأرىْ نَفسيْ بَينَ شَفتيكِ وُلِدتْ
ساعِدينيْ لأكتُبَ قَصيدَتيْ لَكِ
فلولا أنامِلُكِ الماسِيةِ أنا ما كَتَبتْ
ما تعلَمتُ الحُبَ إلا مِنكِ
وَما كُنتُ مِنْ قَبلَكِ قدْ رأيتْ
يا أجمَلَ لَحنٍ غَنتهُ قصائِديْ
إنَ العَصافِيرَ بَينَ يَديكِ تَغنتْ
أوراقي ما كانتْ أوراقٌ قبلَكِ
وأحزانيْ فيْ عَصرَكِ قدْ شُفيَتْ
دَعيْ قصائِديْ تَتزاحَمُ إليكِ
يا أجمَلَ جَزيرَة حُبٍ خُلقَتْ
يا أروَعَ لُؤلُؤةٍ بيَدي
يا أحلىْ هَديةٍ لِيْ قدْ وُهبَتْ
أنتِ مَليكَتيْ وَأنتِ حَبيبَتيْ
وَلولاكِ مَا أحبَبتُ وَما مَلكتْ
تَجَرعيْ قَطراتِ أمطاريْ وإشرَبيها
فإنْ كَفرتُ فِيكِ فقدْ غُفرتْ
تَذوَقيْ حَلاوةَ أشعاريْ الجَميلةْ
فإنْ آمنتُ بحُبَكِ فَقدْ وُهبتْ
لِمنْ سَأكتُبُ قصائِدي مِنْ بَعدَكِ
وَلِمنْ سَأُرسِلُها الرَسائِلُ التيْ كُتِبَتْ
أنا وَأنتِ أجملَ عُصفورا حُبٍ
فلولا الحُبَ ما كُنتِ وَما كُنتْ
يا أعظمَ ملِكةً فيْ الدُنيا
وَلوْ لَمْ تكونيْ المَلِكة لِلدُنيا لَحُرِقَتْ
يا مِرآتيْ السِحريةِ أجيبينيْ
هلْ سَتأتيْ حَبيبَتيْ أمْ أنَها ذَهبَتْ
زَمانيْ مِنْ قَبلكِ قدْ خَانَني
فأنا قتيلُ الحُبِ وَأنا قدْ غُدِرتْ
مَوتيْ بَينَ قصائِديْ ألفَ مَرةٍ
وَفيْ عَينيكِ أنا عِشتْ
إنيْ أشعُرُ بِطَعمِ الشِفاهِ فِيكِ
فإشعُريْ بَأحزانِيْ مِثلما فِيكِ شَعرتْ
أنا فيْ الحُبِ أتذوقُ قصائِديْ
وَفيْ النِساءِ أبداً ما كَفرتْ
إن أعطانيْ اللهُ حُبَكِ شَكرتْ
وإن خانَني الزَمنُ صَبرتْ
قَدريْ يا سَيدتيْ أنْ أحِبُكِ
وأنتِ أُنثايَ التيْ عَليَا قُدِرَتْ
تَعاليْ وَأنظُريْ لأشعاريْ
فَمِنْ أجلِ الوُصول إليكِ قَدْ عُذبَتْ
وأنظريْ إلىْ حُروفيْ الصَغيرةِ
سَتَجدينَها مِنْ بَينِ شَفتِيكِ نُطِقَتْ
يا لُغتيْ الوَحيدة
يا عُصفورَتيْ الجَميلة
أتُحبينيْ الآنَ مِثلَما أنا أحبَبتْ
أنا أُحِبُكِ ألفَ ألفَ مَرةٍ
وَلَولاكِ ما كُنتُ أنا قدْ أحبَبتْ